ويؤكد ذلك أيضاً الدكتور ماك فادون وهو أحد علماء الصحة الكبار في أمريكا فقد جاء في كتابه الذي ألفه عن الصوم بعد أن ظهرت له نتائج عظيمة من أثره في القضاء على الأمراض المستعصية: (إن كل إنسان يحتاج إلى الصيام، وإن لم يكن مريضاً لأن سموم الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض، وتثقله ويقل نشاطه، فإذا صام خف وزنه وتحللت هذه السموم من جسمه وذهبت عنه ليصفو بعد ذلك صفاءً تاماً، ويستطيع أن يسترد وزنه ويجدد جسمه في مدة لا تزيد على العشرين يوماً بعد الإفطار ولكنه يحس بنشاط وقوة لا عهد له بهما من قبل).
ويضيف الدكتور عبد العزيز إسماعيل (ظهر أن للصيام فوائد علاجية كثيرة ووقائية أكثر وصور العلاج الوحيد في اضطرابات الأمعاء المزمنة والمصحوبة بتخمر ويستعمل في زيادة الوزن الناشئة من كثرة الغذاء وكذلك في زيادة الضغط والصوم نافع في علاج البول السكري والتهاب الكلى الحاد والمزمن وأمراض القلب).
وفي الطب القديم كان يعد الصوم من فضائل الحياة وقد كان سقراط وأفلاطون يصومان عشرة أيام في كل بضعة شهور، وكان بعض الرهبان المسيحيين يأمرون بالصوم لعلاج كثير من الأمراض العصبية. والطبيب العربي ابن سينا كان يفرض صوم ثلاثة أسابيع في كثير من الحالات المرضية التي كانت تعرض له، وكان يعد الصوم عاملاً مهماً في علاج الجدري والزهري حتى قيل أن في وقت الحملة الفرنسية على مصر كانت المستشفيات العربية تتوصل إلى نتائج طيبة في علاج هذا المرض الأخير بالصوم.
وقد كتب الدكتور روبرت بارتولو وهو طبيب أمريكي من أنصار العلاج الدوائي للزهري قائلاً: (لا شك أن الصوم من الوسائل الفعالة في التخلص من الميكروبات ومنها ميكروب الزهري لما يتضمنه من إتلاف للخلايا ثم إعادة بنائها من جديد) وتلك هي (نظرية التجويع في علاج الزهري) المشهورة طبياً.
وقبل هذا وذاك قال عز من قائل في الآية 184 من سورة البقرة: (وإن تصوموا خير لكم) وقال الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله): (صوموا تصحّوا) وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (عليكم بالصوم فإن محسمة للعروق ومذهبة للأشر) وقال أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام): (الصيام أحد الصحتين).