في القرآن الكريم لفظتان وما أدراك ؛ وما يدريك ؛ إن قال الله وما أدراك أي أن الله سوف يدريك ، وإن قال الله وما يدريك لا أحد يدريك ، لأن هذا من علم الله عزوجل ؛ قال الله عزوجل :
وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا
(سورة الأحزاب : آية 63)
هذه بعلم الله لا أحد يعرفها ولا الأنبياء ؛ لكن قول الله عزوجل :
الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة
(سورة الحاقة : آية 1ـ3)
سوف يدريك الله عز وجل عن الحاقة ، فهنا يقول الله عزوجل إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ، مقاييس الناس مادية إنسان عنده أرض وفتح أمامها شارع وكان اشترى المتر بمائة ليرة وصار المتر بمائة ألف ؛ يقولون بيته في الجنة ؛ غني وما دري ؛ سعدت ذريته ؛ هكذا يقولون ؛ الناس يقدرون الدنيا ؛ يقدرون المال ؛ يقدرون الجاه ؛ والمنصب ؛ يقدرون البيت الفخم ؛ و البستان الجميل ؛ و السيارة الفارهة ؛ لكنهم لو عرفوا الله عزوجل لعرفوا أن معرفة الله عزوجل تسعدهم إلى الأبد وأن الدنيا سوف تنقطع إلى حين .
عش ماشئت فإنك ميت وأحبب ما شئت فإنك مفارق واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، أتمنى على المؤمن أن يشمر ليعرف الله فإذا شمر إلى معرفة الله كفاه الله أمر دنياه ؛ تأتيه دنياه وهي راغمة ، كأن الله عزوجل يقول يا عبدي دنياك علي لا تهتم لها ؛ ما دمت تهتم لتعرفني فدنياك علي ؛ ستأتيك الدنيا وهي راغمة .
كن لي كما أريد ولا تعلمني بما يصلحك ؛ أكن لك كما تريد ؛ إذا سلمتني في ما تريد كفيتك ما تريد ؛ وإن لم تسلم لي فيما تريد أتعبتك فيما تريد ثم لايكون إلا ما أريد .
الله عز وجل يقول وما أدراك ما ليلة القدر ؛ يعني لا أحد يعرف قيمتها وسوف تعرف قيمتها يا محمد