بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة الكرام :
سورة اليوم هي سورة القدر وقبل أن نبدأ في شرح هذه السورة وبيان معاني كلماتها وحروفها لابد من مقدمة لها ، الناس رجلان عابد وعالم وشتان بين الرجلين فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول:
فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، وفضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ، ولعالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ، وليلة القدر خير من ألف شهر .
يعني ألف شهر عبادة ، صلاةً ، عبادةً ، حجاً ، زكاةً ، عمرة ً ، أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر .
ليلة قدر واحدة خير من ألف شهر ، ما كل عالم بعالم ، لأضرب على ذلك مثلاً لو أن إنساناً ركب طائرة مثلاً من طهران إلى بيروت ومرت الطائرة فوق دمشق فرأى دمشق حينما يسأل هل تعرف الشام يقول نعم أعرفها ، إنسان آخر طائرته هبطت في مطار دمشق ومكث في المطار ليلةً في فندق المطار وسئل أتعرف الشام يقول أعرفها ، إنسان ثالث ركب سيارة إلى المرجة ورأى مركز المدينة ثم سئل أتعرف الشام يقول أعرفها ، إنسان رابع أضاف إلى المرجة سوق الحميدية فسئل أتعرف الشام يقول أعرفها ، إنسان خامس أضاف إلى المرجة وسوق الحميدية الجامع الأموي فيسأل أتعرف الشام يقول أعرفها ؛ وإنسان سابع أقام فيها أسبوعاً ؛ وإنسان ثامن تجول في أحيائها القديمة وإنسان تاسع رأى أحياءها الجديدة ؛ وإنسان تاسع أقام فيها عشر سنوات درس فيها ؛ وفي إنسان ولد في الشام وعرف طباع أهلها وعاداتهم ومداخلهم ومخارجهم وأنماط معيشتهم ومستوياتهم فيقال له أتعرف الشام يقول أعرفها؛ كل هؤلاء الأشخاص حينما سئلوا أتعرف الشام قالوا نعرفها ؛ هل معرفتهم في درجة واحدة