في فترة مضت وخلت…في أطهر زمان وأشرف مكان… ومع أشرف الخلق وأزكاهم وأعلاهم منزله… حدثت ملحمه عظيمة… ومهرجان حب وإخاء لم تعرف البشرية مثله… نقلت رعاة الغنم… إلى قادة وسادة لجميع الدول والأمم… وكانت البدايه يوم أن آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين الأسود والأبيض… السيد الحر والعبد المملوك… العربي والأعجمي… آخى بين حمـزة القرشى وسلمان الفارسى وبلال الحبشى وصهيب الرومى وأبى ذر الغفاري… ثم آخى محمد صلى الله عليه وسلم بين أهل المدينة من الأوس والخزرج، بعد خلاف وشقاق…ثم آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أهل مكة من المهاجرين وبين أهل المدينة من الأنصار… وراح الأنصاري يرحب بأخيه المهاجر… ويقاسمه في بيته وفي ماله…
روح واحده في أجسام متفرقه…أنها الأخوة الصادقة الحقيقة… أنه صفاء الإيمان ونقاء السريرة… وصدق الله القائل (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)…