الفاشوش في تصريحات الرئيس بوش
مشكلة التاريخ أنه لا يحتفظ إلا بأسماء الطغاة والفاتحين والجزارين ومن باب الطرافة بأخبار الحمقى والمجانين والسذج - .. خذ كمثال الأمير الأيوبي قراقوش الذي اشتهر بقراراته الغريبة لدرجة جمعها في كتاب خاص بعنوان: (الفاشوش في أحكام قراقوش)!
ورغم مرور خمسمائة عام على وفاة قراقوش لا يخلو عصرنا الحاضر من حمقى ومجانين وساسة سذج يتمتعون بنفس المواهب.. فبالإضافة لبعض الزعماء العرب هناك الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي اشتهر بسذاجة تصريحاته وحماقة قراراته ولولا أنه يعمل ضمن مؤسسة ديموقراطية عريقة لرأينا عجائب وغرائب يخجل منها حتى قراقوش الفاشوش..
ولأسباب لا تخفى عليكم لا يمكنني سرد شيء من فشافيش الزعماء العرب؛ في حين يمكنني إخباركم عن بوش بعدد الأيام التي قضاها في البيت الأبيض (وهذه والله من المفارقات التي تستحق التأمل):
فبعد تفجيرات نيويورك مثلا قال: "إن كان أعدائنا يملكون أسلحة ومصادر وفيرة، فأقول لهم ونحن أيضا.. وإن كان أعداؤنا يرغبون بقتل أكبر عدد من الأمريكان، فأقول لهم ونحن أيضا" !!!
وحين ارتفعت المطالب بإقالة وزير دفاعه رامسفيلد قال: "أنا من يقرر ماهو الأفضل للشعب الأمريكي.. وبالنسبة لرامسفيلد الأفضل له أن يبقى وزيرا للدفاع" !!
وقبل دخوله البيت الأبيض سئل عن رأيه في حركة طالبان فقال: "ما هذا الاسم؟ هل هي فرقة موسيقية!؟"
وبعد الحملة على افغانستان قال: "لدي آراء قوية حيال مايجب فعله في افغانستان.. صحيح أنها غير واضحة ولكنها قوية على أي حال"!!
وفي زيارة لولاية تنيسي قال للجماهير: "أعدكم بأنني سأستمع لكل مايقال هنا، حتى لو بدا لكم أنني لم أسمع شيئا مما يقال هنا"!!
وأثناء زيارته للسويد قال "أمضينا وقتا طويلا نتحدث عن أفريقيا.. فأفريقيا كما تعلمون دولة تعاني من الفقر وارتفاع الحرارة" !!
وعلى ذكر الحرارة قال في حفل عشاء في البيت الأبيض: "لا أفهم كيف توجد شعوب تعيش في المناطق الحارة دون أن تشرب البيرة المثلجة" !!
وفي إحدى المدارس الابتدائية قال "تعليم الأطفال أمر مهم.. فبدون التعليم كيف تتوقعون منهم تجاوز الامتحانات السنوية" !
وقال أثناء رحلة لصيد السمك: "كنت دائما على قناعة بإمكانية تعايش الأسماك والبشر.. بشكل سلمي"!
وقال لأحد العاطلين عن العمل: "أعرف تماما صعوبة إطعام أبنائك.. وإدخال شيء في جوف زوجتك"!
وقال للرئيس البرازيلي أثناء زيارته لواشنطن: "وأنتم أيضا لديكم مواطنين سود .. كم هذا جميل بالفعل"!!
وقال أثناء زيارته لكندا : "علاقتنا السلمية والفريدة يؤكدها عدم وجود أي حراسات على حدودنا الجنوبية مع كندا"!!
وفي 28 يونيو 2003 قال: "البريطانيون اكتشفوا أن العراقيين اشتروا من أفريقيا كمية كبيرة من اليورانيوم الجاهز لصنع القنابل النووية" !!
وفي لقاء متلفز (على محطة ABC في 6/9/2006) قال: "الشعب الأمريكي يعرف أن أصعب جزء من مهامي الرئاسية كان فعل أي شيء لربط العراق بالإرهاب" !!
... بقي في النهاية أن أخبركم بتصريحين من شأنهما تفسير دوافع مثل هذه التصريحات الحمقاء:
التصريح الأول حين قال لبوب وودوارد (مؤلف كتابBush at war): "أنا القائد ولا أحتاج لتفسير شيء ، ولا حتى لتفسير أقوال لا أعرف كيف قلتها.. وهذا هو الجميل في أن تكون رئيسا لأعظم دولة بالعالم"!!
والثاني حين قال لمجموعة من طائفة الأميش المتدينة (في 9/7/2004): "أنا متدين مثلكم وأؤمن بأن الله يتحدث من خلالي؛ وإلا كيف تعتقدون أنني أتخذ قراراتي المهمة"!!
.... والدته الكريمة كانت أكثر عقلانية حين قالت في عيد ميلاده الستين:
يالكرم الله الذي جعلني أعيش لأرى أغبى أبنائي يحكم أمريكا !!